امضيت ما مضى من حياتى من ايام بحكمه وفلسفه وتفكير متسلسل ومتعمق فى كل كبيره وصغيره وصبر فى المصائب وايمان بالله وتوقع الخير منه دائما ساعدنى كل هذا على تحقيق اكثر مما كنت اطمح اليه فى اوقات كثيره حتى تخطيت الكثير من المطبات والازمات العاصفه لاصل الى ما قد وصلت اليه الان وانا ابلغ من العمر 29 عاما كمعيد بقسم المسالك بقصر العينى حمدت الله كثيرا وبكت عينى من الفرحه عند ترشيحى للعمل كمعيد بكليه الطب وتذكرت اثنائها بفخر رحله كفاحى وصبرى واصرارى على عدم الفشل واثبات الذات حتى كافئنى الله باكثر مما كنت احلم به وهو ان اكون جراحا للمسالك البوليه والكلى باكبر كليه طب فى مصر , حتى ذلك الحين كنت اعيش فى حاله من الرضا والحمد لله على نعمه , رغم انه كان يؤرقنى ويمنع عنى اكتمال فرحتى ورضاى دائما شيئين اولهما وطن وناسه الطيبين المظلومين وحالته تتردى يوما بعد الاخر حاولت الا اهتم كغيرى و ان لا افكر كثيرا ولكن شيئا بداخلى تربيت عليه وهو حب الحق وحب نصرته وعدم القبول بالحال المايل هكذا ربتنا امى العظيمه كل هذا منعنى من ان لا اهتم وكان يجعل بداخلى حزن عميق على حال البلد وناسها الطيبين الغلابه وحلم وامنيه عظيمه بأن يتغير كل هذا لم اعرف كيف يمكن ان يحدث هذا ولكنى تمنيت بشده ان يتغير كل هذا وينال الغلابه حقهم فى العيشه الكريمه ,, ثانى شئ هو عدم ثقتى فى النساء , هذه طبيعتى فانا من النوع الشكاك جدا ومن كتر ما رايت من قذاره وتمثيل من بنات يبدو من هيأتهم انهم ولاد ناس , ومن كتر ما سمعت من حكايات عن بنات يبدو عليهم الخجل وتسمع انهم يفعلون اشياء فى الخفاء يندى لها الجبين , كل هذا بصوره تلقائيه ولد بداخلى احساس تلقائى بالقرف والشك والرفض للبنات بصوره عامه رغم ادراكى لحاجتى الشديده لامراه تملا حياتى وتمتلك قلبى ,
وفجأه يتحقق الحلمان الواحد تلو الاخر ودون سابق انذار بصوره اشعرتنى بالشك هل يمكن ان تكون الحياه بهذا الجمال والسهوله ,, وتعجبت هو انا طلباتى اوامر ولا ايه ,هو انا احلامى اوامر ولا ايه, هو انا اى حاجه احلم بيها كده تتحقق وبالسهوله دى وبالظبط كده زى ما حلمت بيها ,, شعرت بالقلق لفتره ومكنتش مستريح ,, ايه دا هو انا ربانى اوى كده وكويس للدرجه دى ,, انى الى بتمناه ولو حتى فى سرى وفى اعماق اعماق نفسى يتحقق وبالسهوله والبساطه دى ,, كان نفسى دايما وكنت بحلم ان الشعب يثور ويغير القرف والفساد ده ,,وكنت بحلم بكده بس عمرى ما قلت لحد على جلمى دا عشان ميقولش على عبيط , وفجاه الثوره تقوم والمستقبل يبدو مشرق والبلد شكل حالها هيتعدل والغلابه هياخدوا حقهم ويعيشوا عيشه كريمه , الحلم الثانى الذى تحقق هو فتاه اعجبت بها جدا من حوالى 3 سنين ولكنى منعنى خجلى وظروفى الماديه من مصارحتها باعجابى الشديد بها او التقرب منها , فاذا بها وبعد مرور كل هذا الوقت الذى لم ارها فيه ولا مره لمده 3 سنين ولكنها خطرت ببالى اكثر من مره خلالها , اجدها فجاه تظهر فى حياتى و تتعرف على وتبدى اعجابها بى ,, لم استطيع ان اقاوم ونسيت كل شكوكى وقرفى من البنات واعتبرتها استثناءا وبل فى احيانا كثيره اعتبرتها ملاكا واحببتها حبا شديدا سيطر بشكل عجيب على تفكيرى ومشاعرى رأيت معها الحياه جميله وشعرت معها بروعه الحب والسعاده , 8 شهور اعتقد اننى لم تمر على فيهم ساعه وانا مستيقظ لم تخطر هى على بالى فيها اواستمتع وانا احلم احلام ايام اليقظه اننا نسافر مع بعض الى بلدتى المحببه الاسكندريه , او اننى انظر متاملا مبتسما مستمتعا فى وجهها وملامحها التى عشقتها , 8 شهور احسست فيهم اننى طاير فى السما من الفرحه بيها ومعاها
,, وفجاه الثوره بتتسرق وناس بتركب عليها والناس الغلابه اللى ثارت بتتسجن بدل ما تاخد حقها , احبطنى كل هذا جدا ولكنى كنت اقول ربنا هو اللى عمل الثوره دى وهو وحده اللى قادر ينصرها ,
, ويوم خميس بليل بكلمها فى التليفون لقيت صوتها متغير سالتها مالك قالت لى مفيش حاجه ,, وبعدين فى وسط الكلام ابتدت تقول كلام من نوع ان مش عارفه , اقولها مش عارفه ايه تقولى انا خايفه وقلقانه ومش عارفه اذا كان هينفع نكمل ولا لا , بلس انا خايفه وقلقانه قوى ,, قلت لها من ايه , قال لى يعنى مش عارفه هينفع نكمل ولا لأ , فهمت الرساله ولم اطل الحديث كثير ,, وحاولت كتم دموعى لا اعرف اذا كانت احست بهم وانا اتحدث معها ,, المهم انى انهيت المكالمه سريعا رغم انها ارادت التحدث لفتره اطول ولكنى استئت جدا من سماعى اكثر من مره مش عارفه , بس انا خايفه ,, طب احنا هنعمل ايه ,, انهيت المكامه بسرعه لكى ابكى براحتى , لم ابكى ضعفا او ندما ,, بكيت بكاءا شديدا عشان صعبت على نفسى ,, هو انا استاهل منها كده ,, هو انا استاهل كده اصلا ,, ندمت على طيبتى وسذاجتى بتعلقى الجنونى بها واستسلامى بكل مشاعرى لها وهى فى الاخر وبعد 8 شهور تيجى وبدون اى سبب واضح او زعل ما بيننا وتقولى اصل انا مش عارفه وخايفه
هل يمكن ان يكون الواقع بهذه القسوه, اتسائل ما اذا كنت قادرا على المواصله ام لا اعرف عن اى مواصله اتحدث عن مواصله العيش وتمضيه الايام وخلاص ام مواصله احتمالى لنفسى كهذا الشخص الطيب الطموح الخجول الهش فى احيان كثيره وكنه حمول صبور فى النهايه ,