هل الدين فعلا افيون الشعوب كما يقول احد الفلاسفه الشيوعين , تشبيها لاثره المبهر فى تخدير الشعوب المتخلفه عن مشاكلها وادمانها له ولجوئهم للدين و الالهه طلبا للغفران و السماح وتلمسا للخير اوحتى لنسيان واقعهم المؤلم عن طريق" شمة دين" بدل البذل والعمل على تغيير ذلك الواقع بانفسهم كما فعل الاوربيين
ام كما يقول العالم الامريكى "داروين" بأن الدين مجرد وهم وانه ليس هناك اله على الاطلاق و ان الموضوع " مجرد صدفه" و ان الكون والكائنات وجدت "بشكل تلقائى" و ايضا الحياه تسير بشكل تلقائى ونظرية التطور وما لقيته من ترويج و تحمس لها فى بدايتها وما تزال تلاقيه من بلايين الدولارات التى تنفق كل عام من الجامعات الامريكيه لاثبات ان الانسان كان اصله قرد وانه تطور بشكل طبيعى ليصل لحاله الان وهو ايضا فى تطور مستمر,و ان ذلك ينفى شكلا و موضوعا موضوع الالوهيه وخلق الانسان من قبل اله فى تلك الصوره ليعمر الارض و يعبده
ولهذاالامريكانى اذا كان الدين شئ وهمى ايها العالم الجليل ونشأة الكون مجرد صدفه , فما هو الشئ الحقيقى وأى صدفه تلك التى ينتج عنها مثل هذا الكون
بما فيه من المجرات و النجوم والكواكب والاقمار ما تعجز عن حصره عدا وما يذهل العقل اذا تامل لما فيه من تناسق ودقه واسرار يجب التوقف عند "غموضها" و الاعتراف بأن العقل البشرى قدراته محدوده ورؤتيه وادراكه للاشياء مقننه من قبل من هو اكثر منه علما واحكم رؤية ألا وهو خالق الكون بما فيه من معجزات
وما لهذه المعجزات كلها من صفات تميزها عن غيرها ولكن اى منها لم يتصف ابدا بالكمال وبالطبع من هذه المعجزات العقل البشرى لما له من مميزات فى التفكير و الابتكار و الاكتشاف وما عليه من قدره محدوده وطاقة استيعاب ضخمه ولكنها ليست شامله وليست كامله والا فلماذا نعترف اننا نستطيع رؤية من هم امامنا الان و لا نستطيع رؤية شخص الاخر فى الغرفه المجاوره لايفصلنا عنه سوى مجرد حائط,, اذا فالبصر مهما تخيلنا انه قد نمد به فى الافاق و نرى السماء بعظمها مما قد يصيبنا بالغرور,, فيجب ان ندرك سريعا ايضا انه عاجز عن رؤية ما يمكن ان يكون اقرب و اسهل بكثير,, بكل بساطه لانه صمم و خلق بهذه المواصفات,و كذلك كل حواس الانسان و كذلك كل المخلوقات
وطبعا كذلك العقل البشرى و الذى قد يصيبنا بعض الغرور اثر اختراع ما او اكتشاف علمى و نتصور بعده اننا من الممكن بل و الواجب ان نعرف كل شئ و نقتنع به ,, هناك اله , اذا اين هو,, وما هى طبيعته و ما الذى قبله و مئات الاسئله الشائكه عن طبيعة الالوهيه و كيفيتها
وهذا غرور زائف وتكبر احمق و بصيره مشوشه لان هناك سؤال ابسط بكثير من هذه الاسئله ويجب ان يسئل قبلها من انت فى هذا الكون العظيم المعقد وماهى اقصى قدرات و انجازات عقلك الذى تسأل به عن الخالق وتريد ان تتخيله به فمهما ضخمت او عظمت هذه الانجازات فهى لن تصل الى جزء فى المليار من الكمال, فلو اخذنا مثلا الفائز بجائزة نوبل فى الفيزياء فى العام الماضى و سألناه عن الطب او الادب او اى شئ اخر ستجده لا يعرف منها الا القشور هذا بالاضافه لانه اصلا ياخذ هذه الجائزه لانه اخترع او اكتشف شئ جديد فى الفيزياء , اى ان هناك مازال المجهول فى هذا المجال مما لم يعرفه احد بعد و قد يعرفه غدا او لا يعرفه على الاطلاق, اى انه فى مجاله الذى بلغ فيه الذروه و افنى عمره وتفوق فيه لم يعرف عنه ولن يعرف فيه كل شئ , مما يؤكد القصور البالغ لهذا العقل البشرى و قدراته المحدوده جدا ,, خاصه مقارنة بالكون عامه و ما فيه من تعقيدات و تناقضات و علوم مختلفه و فلسفه ومشاعر وروحانيات,, لم يسعفنا عقلنا فى فهمها جميعا بصوره كامله وواضحه , بل فى رأى انه لم يسعفنا الا فى فهم القشور منها حتى الان و للابد,
ثم من انت وماذا انت لتطلب من خالق هذا الكون العظيم ان يفصح لك عن طبيعته وكينونته , وهل سيستطيع عقلك استيعاب ذلك , اذا استطاع , فلن يكون هذا الها ,سيكون مجرد شئ اخر موجود فى الكون حتى ولو كان اعلى منك فى القدرات ,, الاله كما يقول القران يجب ان يكون " ليس كمثله شئ " اذا فما فائدة ان تصف لشخص ولد كفيف انك ترتدى احمر او ازرق فكلاهما سواء بالنسبه له, و ليس فقط كلاهما سواء بل كلاهما طلاسم و اشياء لا و لن يمكنه تصورها او استيعابها لانه لم يراها من قبل و لن يراها وكذلك عقولنا التى لم ترى الها من قبل و لن ترى اله من بعد والاله طبعا من شروطه البديهيه انه واحد ومتفرد ,
وايضا " الاعلى" فلو تصورنا هذا الاله يفصح لنا عن طبيعته و يشرحها لنا بالتفصيل لكى نستوعبها تحول الى صديق او مدرس ,
مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح فى زجاجه الزجاجة كانها كوكب درى يوقد من شجرة مباركه زيتونة لا شرقية
ورغم تمثيل الله لنوره فقط, مع ذلك فقد اختلف الكثير من علماء التفسير و تاملوا كثيرا فى كيفية فهم و استيعاب و تفسير الايه الكريمه
وانا وغيرى من الموحدين لسنا علماء او فلاسفه و لكننا نرى نظره اكثر شموليه , نظره فيها الكثير من التواضع والواقعيه فى ادراك حجم الانسان الطبيعى فى هذا الكون وهو رغم كونه سيد هذا الكون و معمره مما قد يملأ نفسه بالكبر و الغرور فهو ايضا لا يملك لنفسه شيئا ولاضرا و لا نفعا وكل علماء و اطباء الدنيا اذا جاءت ساعة الموت لم و لا ولن يستطيعوا ان يأخروها لحظه , فعلام الكبر؟
نظرة فيها من الجمع بين العلم و الروح ,الاعتراف بالجانب الروحانى من الدنيا بجانب ما فيها من ماديات نحسها , الاعتراف بالغيبيات بجانب ما نراه و نحسه من ما يقين
نظرة لا تاخذ الماديات كمطلق و شئ مسلم به وتنغمس فيه و ترى انه كل شئ , بل تتأمل فى الحكمه من هذه الماديات و
وياتى دائما الصراع الداخلى عند بعض هؤلاء الملحدين صراع بين الفطره التى خلقنا الله عليها و هى الاتزان ما بين الماديات و الروحانيات و التدبر و التأمل فى الكون من ناحيه , و التكبر والغرور و ايضا حب الشهوات و الانغماس فيها و عشق ما يدعى بالحياه الحره من ناحيه اخرى , مما يزين لعقولهم اتباع الاهواء ومحاولة بذل الجهد لنشر افكارهم الفاسده فى الارض لكى يقنعوا انفسهم زورا انهم ليسوا على خطأ و الا ما كان اتبعهم و اقتنع بهم كل هؤلاء و الحقيقه انه ليس اتباع و لا اقتناع
و انما هو بحث عما يريدون فقط ان يجدوه, فلو وجدوا شيئا غيرما يتوقعون او لا يوافق هواهم حتى و لو كان اكثر حجة و اوضح دليلا و برهانا , يقولون عنه انه مجرد وهم او شئ غير حقيقى او صدفه وانا هنا اتعجب عندما اراهم ينتقدوا الموحدين لانهم صاروا عبادا لاله واحد و هو ما يتنافى مع ادميتهم وحريتهم و اتعجب جدا عندما اراهم غرائزهم و شهواتهم تتحكم فيهم لدرجه تصل الى انها تسخرهم و تجعلهم عبيدا لها وقتا و جهدا و عقلا وكانهم مقيدى الاراده وضعيفى العزيمه امام هذه الشهوات لدرجه تجعلهم يقنعون الناس وانفسهم ايضا باشياء وهميه و افتراضيه و يتناسون حقائق تصرخ بأعلى الصوت امام اعينهم
وهنا ردا على اصحاب نظرية الصدفه و التطور اتذكر بحث قرأته لعالم امريكى اخر بخصوص هذا الموضوع يقول فيه ان جزئ برويتن واحد يحتاج الى اكثر من مئة مليون سنه لكى يتحول تلقاءيا و يتطور الى جزئ اخر, و هنا الجدير بالذكر ان الخليه الواحده من جسم الانسان بها سته و اربعين كروموسوم وان كل كروموسوم "الماده صبغيه" بها اكثر من ملايين الازواج من الاحماض النوويه و التى تحمل الشفره الوراثيه لجزئ البروتين هذا
وان كانوا يقولون ان "التدين هو تعويض عن فشل فى الاستمتاع بالماديات, بالتوهان و الانغماس فى الغيبيات" فاقول ان الدين يجمع بينهما فى ارقى صوره تمكن قلبك المؤمن ان يهذب هذه الشهوات و تستمتع بالماديات و لكن بشكل لائق و منظم ,,
وارد عليهم ايضا بان الالحاد هو "تعويض عن العجز فى الاحساس بحلاوة الروحانيات , بالانغماس فى قذارة الشهوات و الملذات "
ولا اجد كلاما اصدق و احلى من هذا لاختم به كلامى:
الحمد لله الذى هدانا لهذا و ما كنا لنهتدى لولا ان هدانا الله
احمدحسام