Thursday, August 2, 2007

الكيس اللى بيغطى شريط الكاسيت


فى حاجات صغيره كده الواحد ماكانش بياخد باله منها , يمكن الحاجات دى مع بعضها هى اللى كانت بتدى لكل حاجه طعم و شكل و لذه.
زى مثلا ايام زمان ايام اعدادى و ثانوى, ايام المذاكره و السهر على الراديو و و برغم التعب و الطحن اللى الواحد كان بيبقى فيه, بس والله كانت ايام حلوه قوى,الحياه كانت بسيطه قوى بالنسبه للواحد و مفهومها لا يتعدى كتاب و كراسه و مدرسه واصحاب و دروس واكل وشرب وصلاه وامتحانات واجازه وبس
و فى الايام دى كنت بحلم امتى الواحد يكبر بقه ويفهم الدنيا ويشوف الناس ويبقى حر و يبقى عنده مسئوليه, ودلوقتى بقول يا ريتنى ما كنت فهمت الدنيا ولا شفت الناس و لا بقيت حر ولا عندى مسئوليه, الحياه كانت حلوه و سهله قوى و اى حاجه صغيره كانت ممكن تبسط الواحد, حتى المذاكره و بما انى كنت من الناس اللى وهبت حياتها للمذاكره و كنت بحرم نفسى من حاجات كتير و بسهرعشان اذاكر, بس الواحد كان بينسى كل التعب والسهر بتوع طول الشهر و هو طالع اخر الشهر يتكرم فى طابور الصباح و كل المدرسه بتسقف له واسمه متعلق فى لوحه الشرف.
لكن دلوقتى حاجات كتير بتحصل حاجات حلوة و حاجات تانيه زفت, واكيد طبعا الواحد بيرضى بقضاء الله , الواحد برضه فى حالة لامبالاه,
الواحد لما كبر من كتر ماعاش فى جو ملوث و من كتر اللى شافه من نفاق وكدب و تمثيل , بقى صعب قوى انه يصدق اى حاجه, بلاش حتى يصدق, انه حتى يستطعم او يفرح بالحاجه مبقاش سهل زى زمان, فعلا على رأى اغنية هشام عباس الشهيره و الجميله " زمان"
بجد زمان كان كل حاجه لها طعه و لذه, ايام مكنش و لا عندنا دش و لا كمبيوتر, و الواحد كان بيقعد يحوش مصروف طول الاسبوع عشان يشترى شريط كاسيت يوم الخميس , و اللهفه اللى الواحد كان فيها وهو مروح عشان يسمع الشريط الجديد, و لا الكيس اللى كان بيغطى العلبه اللى الشريط فيها,, يا سلام عالمتعه و الواحد بيفتح الكيس ده بسنانه, زى ما كنت بشوف الناس الكبار بتعمل بالظبط مع الكيس اللى كان بيغطى علب’ الكيلو باترا , دى حتى علبة الكيلو باترا كمان مبقتش زى زمان, بقت كوكو مودرن و فى علبه بوكس عشان تقدر تصد قدام الامريكانى, وبعدين الواحد بقى كان يقعد ليلة الخميس دى يسمع الشريط و يمخمخ, و يا سلام بقى لو الواحد سهر شويه لحد الساعه 12 و قعد يسمع " Z talk " على محطة البرنامج الاوروبى,و عمرى ما هانسى يوم ما اتصلت و اتكلمت مع المذيع, بس فى الاخر خفت اطلع على الهوا.
و لا لما الواحد كان بيقعد يسهر يذاكر جنب الراديو و يقعد يظبط فى المؤشر يمكن يلقط محطه
اليونان او تركيا او اسرائيل و كنت اروح تانى يوم احكى لصاحبى انى سمعت اغنيه
"bryan adams , او اه بقى لو pink floyd""

" ايوه يا ابنى دى لسه منزلتش مصر, انا سامعها امبارح على راديو قبرصexclusiive "
وهو يقول بانبهار و سذاجة الاطفال
" يا ابن اللذينا,, اه لو كنت سجلتها "
و انا اقول له "عيب عليك,و دى يفوتنى برضه , انا سجلت حته منها" وهو يقولى " مش مهم اهم حاجه انى اشوف بنفسى هو فعلا "براين" ساب الهارد روك و بقه يغنى بوب زى ما سمعت عال بى بى سى امبارح"
و نقعد بقه نسمع الاغنيه, قصدى التنتوفه اللى لحقت اسجلها من الاغنيه, و الصوت كان بيبقى مخروش و مش واضح, بس الواحد كان بيستمتع بجد.
و لا الواحد لما كان بيرجع جرى من درس الانجليزى يوم الثلاثاء بليل عشان يلحق حديث المدينه و الحتت الحراقه اللى فيه اللى كانت بتكيف الجمهور,فعلا كان بيبقا لها طعم جامد قوى, مع ان الواحد كان بيبقى عارف انه ده تلفزيون الحكومه وان كل ده تمثيل و هجص و ان اكترها اخبار فشنك , بس برضه الواحد كلن بيتفرج و يستمتع و يحس بلهفه كده للحاجه و طعم,, و يا سلام بقه لو كان يوم الخميس و مسرحيه من ال 3 او 4 مسرحيات اياهم اللى كل الناس عارفاهم و بتحبهم, كان الواحد ممكن يسهر قدامها للفجر و ينسى الدنيا و اللى فيها.
مش زى دلوقت , الكمبيوتر مليان مسرحيات وافلام و اغانى و مزيكا من كل نوع, و sound quality "" عاليه جدا, بس المشكله انه الواحد مبقاش له نفس انه يسمع او يتفرج, او بيسمع كده بلا مبالاه,من غير اللهفه و المتعه بتاعت ايام زمان,و مش عارف دى حالتى انا بس و لا كل الناس كده,, و مش عارف ايه السبب , هل الواحد خلاص حصله اشباع , و لا دى حاله زهق و ملل من كل حاجه ملخبطه حوالينا بتأثر على الحاله المزاجيه للواحد.