Saturday, June 18, 2011

؟هل نغير نحن مصر ام تغيرنا مصر

بعد الثوره وبعد ازاله النظام الفاسد لم يتحقق المطلب الرئيسى للثوره بعد وهو تغيير النظام, نعم تمت ازاله رؤوس الفساد وربما محاكمه البعض منهم ولكننا الان نعيش بلا نظام او بمعنى اصح ببقايا نظام فاسد , حاله من القلق الشديد تنتاب البعض هذه الايام " منهم من كان من اشد المتحمسين للثوره " ازاء حاله عدم الاستقرار والغموض التى تمر بها البلاد الان ولهم مبرارتهم من تخبط فى اداء واهداف المجلس العسكرى والحكومه وقبل كل ذلك تخبط وتباين فى اداء وانطباعات ومشاعر واهداف الشعب نفسه, نعم مصر بها كم كبير من البلطجيه والعاطلين, نعم مصر بها كم كبير من الجهله وقصارى النظر. ولكن هل هذا سبب ام نتيجه؟

هل هذا سبب مقنع باننا شعب غير مؤهل للديمقراطيه؟ هل هذا سبب مقنع لان نرضى ونقنع بالذل الى الابد ؟ هل هذا سبب لان نرضى باننا خلقنا لنظلم ونقهر ونورث؟.

ام انه مجرد نتيجه حتميه لسنوات طويله من الفساد والافساد المتعمد لكل ما يمكن ان يتنج عنه شى صالح فى هذا الوطن , واى وطن هذا الذى يتركه خيره ابناءه ويهاجرون للخارج بعد معاناتهم من الاحباط والفساد والياس من تحقيق اى حلم او هدف,, واى وطن هذا الذى انحصرت احلام جل بل كل من به فى الهجره للخارج ,, اى وطن هذا الذى يتركه ابناؤه فى ريعان شبابهم على قوارب الموت متجهين لاوربا فى رحلات اشبه بالانتحاريه وهم يعلمون ان فرص نجاتهم ونجاحهم فى الوصول الى هناك لاتتجاوز الواحد بالمائه,, اى وطن هذا الذى يمتلك كل هذه الموارد الطبيعيه والبشريه ويعيش اكثر من نصف سكانه تحت خط الفقر, واى انتماء لهذا الوطن نتحدث عنه عند شخص ولد وعاش ولا يجد قوت يومه ولم يجد عملا يكفل له قوت يومه هل تركنا له مبررا لان لا يكون متسولا او لصا او بلطجيا هل تركنا له مبررا لان لا يعرف شى عن معنى الانتماء لهذا البلد



حاله عدم الاستقرار والغموض والتسيب التى تمر بها مصر الان هى ثمن متوقع بعد الثوره والتخلص من الفاسدين ,لا اراه ثمنا باهظا اذا وضعنا فى الحسبان حاله التردى والاحباط التى كان قد وصل اليها الناس واذا قرأنا فى الصحف ان رب اسره قد سمم اولاده وزوجته لانه لا يستطيع توفير الاكل والعلاج لهم , موقف لا يعكس فقط حاله البؤس والفقر الشديدين بل ايضا حاله الياس وفقدان اى امل فى الحياه الكريمه



فى الواقع لا ارى اى مبررلهؤلاء الذين يزعمون باننا لا يناسبنا الا ان نحكم بالبطش والقوه وان هذا هو انسب نظام لنا حيث اننا شعب جاهل به كم كبير من البلطجيه والجهله واللصوص , نعم هذا صحيح , ولكن ايضا اليس صحيحا ان الاستمرار فى هذا الظلم والفساد , وعدم المساواه سينتج عنه كم اكبر من هؤلاء الجياع والبلطجيه وانه سياتى حتما اليوم الذى لن نستطيع بالبطش والقوه السيطره عليهم , اليس صحيحا ان هؤلاء الجياع المقهورين هم بمثابه قنبله موقوته كانت يمكن ان تنفجر فى اى وقت فى وجهنا وتلتهم الاخضر واليابس




مصر, حب مصر, معنى الوطنيه.. مجرد كلمات ام معانى ام احاسيس ام افعال ام كل هذا, نعم مصر معنى كبير ووطن عظيم مر بالكثير من العثرات والمحن ولكنه لايزال صامدا لم ينهار يحتوى الكثير من ابناؤه,, وحب مصرهو احساس لمن خبره رائع وفريد,


.. واما الوطنيه فهى معنى واحساس و حماسه وافعال




نعم مصر وطننا كثير منا يحبه ويتاذى لسؤء حاله وهناك الكثيرمن الجهود التطوعيه الفرديه تبذل ممن يحبون مصرويؤمنون بها بالفطره , خاصه بعد الثوره ولكن هذا غير كاف او بمعنى اصح غير فعال , الوطنيه الفرديه والاعمال الاستثنائيه لن تكفى للنهوض بوطن غمس فى الفساد والانحطاط على كافه المستويات لعقود متتاليه غيرت طباع الكثيرمن البشرالى الانتهازيه و قصر النظر والانانيه




النظام هى كلمه السر, تنظيم القوانين ووضع قوانين منظمه للحياه والحقوق والواجبات وضمان فعاليه تطبيقها على الجميع هى فى راى بدايه نهضه الوطن الحقيقيه, و الغوص فى تفاصيل هذه القوانين لا اعتقد انه مفيد بقدر ضمان تطبيقها بنزاهه على الجميع ,وشعور الجميع بالمساواه فى الحقوق والواجبات ستكون بدايه الاحساس بالانتماء وادراك معنى الوطنيه الجماعيه اى عند الجموع العريضه من الشعب


الوطن لن ينهض بالاعمال التطوعيه الفرديه او الخطب الحماسيه من المثقفين لمحاوله توعيه قصارى النظر و الغير متعلمين ,, نهضه الوطن تحتاج ضمان تطبيق النظام العادل والصارم على الجميع والقضاء على المحسوبيه ساعتها فقط سننتمى جميعا لمصر الوطن العادل : سينتمى لها الاول على الدفعه بكليه الهندسه عندما يجد ادراه واعيه من الكليه تقدره وتحترمه وتوفر له امكانيات بحث علمى محترمه,ويشعر انه مشروع لعالم فى المستقبل,وليس مجرد موظف كادح فى الكليه, سينتمى لها طالب الثانويه العامه عندما يشعر انه التحق بكليه الشرطه لانه استحق ذلك ليس لانه ابن فلان اوعلان , سينتمى لها البلطجى عندما يجد نفسه فى جدول اولويات دوله تأهله وتدربه على عمل مناسب يكفل له حياه امنه كريمه , سينتمى لها سكان العشوائيات والعشش الصفيح عندما يجدون نظاما يعتبر تسكين اهل هذه العشوائيات مسؤليه قوميه ومساله حياه او موت ليس فيها فصال او جدول زمنى طويل المدى,, سينتمى لها المريض الفقير عندما لايحتاج للانتظار ثلاثه شهورفقط لعمل اشعه مقطعيه لحين انتهاء ورق العلاج على نفقه الدوله , وعندما يحس مريض حصوه الكلى ان هناك نظام فعال وسريع ومجانى لغير القادرين لعمل العمليه بمستشفى خاص وليس الانتظار بالاشهر على قوائم الانتظار بالمستشفيات الجامعيه المجانيه وذلك لان هناك المئات من المستشفيات الاخرى والتى اما لاتعمل او تعمل فقط على الورق, سينتمى لها الجندى فى الجيش عندما يحس انه يخدم فعلا بلده ويعمل شى محسوس وفعال, يساعد فى بناء مصنع او مدينه جديده ,يتدرب تدريبا حربيا حقيقيا وانه لم يلتحق بالجيش ليجمع القمامه من المعسكر اوليحرم من رؤيه اهله ا و لتطارده الشرطه العسكريه عندما يخذ اجازه






لن نستطيع نحن ان نغير مصر بجهود فرديه او جماعيه محدوده, ولكن تستطيع مصر ان تغيرنا لننهض بها فقط عندما تشعرنا بالعدل والمساواه ومن ثم الانتماء








,, ,, ,

Thursday, June 16, 2011

الا تستحق بلادنا ثوره لتغيير كل هذا

عندما كنت اشاهد فى نشره الاخبار او فى احد الافلام الاجنبيه لقطه عابره لاحد شوارع مدينه فى اوروبا او امريكا كنت اشعر بالغيظ الشديد , واحدث نفسى " وهما احسن مننا فى ايه" ارى تلك البنايات المنمقه والشوارع النظيفه المبهجه والسيارات الغير متهالكه والباصات الدورين تسير بنظام وسيوله ويسير البشر بالمحاذاه فى همه ونشاط وشياكه سواء فى اللبس او طريقه المشى وكأن الشوارع فى اغلبها لوحه فنيه هادئه تعطى معنى اخر للحياه وهو الاستمتاع

.
وليس فقط العيش للمعاناه والمكافحه اليوميه والتمحور حول مشاكل يوميه ومتكرره وكانها لب الحياه كالشعبطه فى الاتوبيس او الوقوف فى طابور العيش اوعبور شارع مزدحم او المرور بجوار اكوام الزباله واستنشاق الغازات المسممه من عوادم السيارات ,ليس فقط العيش لرؤيه اتوبيسات النقل العام منتهيه الصلاحيه او السيارات المتهالكه او البشر المتهالكين المنهكين تبدو على وجوههم علامات الارهاق واليأس , وليس فقط العيش لرؤيه شوارع ملخطبه وارصفه مكسره تعكس عشوائيه العيشه بشكل عام

.
اعرف جيدا ان العيشه فى الغرب ليست الجنه وانهم ايضا يعملون ويكدحون ولديهم مشاكلهم ولكنى ادرك ايضا ان العيشه فى بلادنا اصبحت لمعظم الناس هى الجحيم بعينه .


كنت دائما اتساءل واقارن بين معنى الحياه هنا وهناك .
وكنت دائما اشعر بالاحباط واحس بفجوه حضاريه كبيره تفصلنا عنهم , تفصلنا عن الحياه الكريمه, فجوه تفصلنا عن نيل حقوقنا الادميه , لم يكن تاخرنا السبب الحيد لاحباطى بل كان يحبطنى اكثر الياس الشديد وفقدان الامل فى اى تغيير او تطوير ممكن واستسلامنا للواقع كاننا خلفنا لنورث وكنت دائما اتسائل الا تستحق بلادنا ثوره لنغير كل هذا
.

Wednesday, June 15, 2011

25 يناير

لا استطيع ان انكر ان 17 يوما عشتها من 25 يناير وحتى تنحى الرئيس مبارك كانت من احلى الايام فى حياتى واكثرها ترقبا ولهفه وحماسا وانقاها دموعا سالت تاثرا كلما رايت صور الشهداء الذين سماهم احمد فؤاد نجم من حوالى اكثر من 30 سنه , سمى شباب مصر الثائر الغاضب المفكر " الورد اللى فتح فى جناين مصر" مشاهد رايتها بعينى سواء فى قصر العينى او فى ميدان التحرير واخرى تابعتها عبر الشاشات والتى كانت تتابع باهتمام وشغف واستمرار جعلنى اشعر ان مصر اهم واكبر بكثير مما كنا نتصور جميعا, صور الشهداء وصور الجموع فى ميدان التحرير , صوت الشعراء والخطباء مختلط بزئير الثائرين بسقوط النظام والطغيان ظلت واعتقد انها ستظل محفوره فى ذاكرتى للابد,مشاعر ولحظات لن انساها ابدا احساسى بالنصر والفخر والانتقام ممن ظلمنا واحساسى بان هذا الظلم على وشك الزوال لا يمكننى ان اصفها باقل من انها لحظات رائعه وفريده احسست فيها بالرضا والراحه لوشك تحقيق حلم طال انتظاره , مع الشغف والحماس المستمر وتشجيع كل من حولى وبث الامل فيهم بان الثوره ممكنه وان النصر قادم وانه لابد من عدم تضييع الفرصه وان الوضع وصل لدرجه من الظلم والفساد والطغيان والاستهتار بالبشر لا يمكن ان تكون اسوا من ذلك لا استطيع ان انسى يوم 28 يناير وبعد صلاه الجمعه فى مسجد صلاح الدين خرجت من المسجد انتظر استمرار او بمعنى اصح انطلاق الثوره انتظر جموع المصلين ينطلقون من المسجد ويبداون ثوره طالما حلمت بها وتوقعتها ولكنى لم اتوقع ابدا انها يمكن ان تكون بهذا القرب على بعد دقائق فقط يمكن ان ارى الملايين الثائره تندد بالطغيان وتسحقه , ولكنى لم ارى خارج المسجد الا جنود الامن المركزى فى حاله تاهب مصطفين, وضباط امن الدوله يترقبون من خلال نظاراتهم السوداءلاحباط اول محاوله للهتاف او التجمع , شعرت وفتها باحباط شديد وكان اغنيه احمد فواد نجم والتى غناها وسط مجموعه من المدونين قبل حوالى 6 اعوام فى احدى التظاهرات المحدود لكفايه " شيد قصورك" والتى كنت دائم الحرص على مشاهده الفيديو الخاص بها على اليوتيوب فيبعث فى الامل بان شى ممكن ان يحدث وانه سياتى اليوم الذى سننفجر فيه فى وجه الظلم ,ننسفه نسفا , وكان هذه الاغنيه والتى احسستها بقوه منذ لحظات قليله سرعان ما اختفت وتبخرت امام المشهد الامنى المكثف, شعرت باحباط شديد وصعدت لسكن الاطباء فى قصر العينى والذى يطل على شارع السرايا وكوبرى الجامعه واول شارع المنيل , صعدت وانتابنى احساس شديد بالاحباط والالم ان الثوره قد اجهضت قبل ان تولد ومكثت انظر من شرفه غرفتى لربما يتجمع احد من هنا او هناك ولكنى لم ارى امام عينى غير جنود الامن المركزى وضباط امن الدوله ,ظللت اغير القنوات لربما هناك خبر عن تظاهره هنا اوهناك




وبعد حوالى نصف ساعه سمعت صوت هتافات قويه ولكن مضمون الكلام غير واضح ,, قفزت بسرعه نحو النافذه واذا بجنود الامن المركزى يهرولون نحو اول شارع المنيل واذا بى ارى عدد كبير من المتظاهرين يسيرون نحو التحرير ينددون بظلم النظام واسمع هتافاتهم سلميه سلميه وقلبى يخفق مع هتافاتهم وعينى تدمع من هيبه و عظمه منظرهم وصوتهم الذى هزنى من الاعماق وكانه ينظف ويحرر قيود


عشرات من سنين الظلم والفساد






شيد قصورك على المزارع من كدنا وعرق ايدينا


والخمارات جنب المصانع والسجن مطرح الجنينه


واطلق كلابك فى الشوارع واقفل زنازينك علينا


وقل نومنا فى المضاجع ادى احنا نمنا ما اشتهينا


واتقل علينا بالمواجع احنا اتوجعناواكتفينا




...............................................عمال وفلاحين وطلبه دقت ساعتنا وابتدينا