كتكوت البرئ وحرفوش الجرئ

انا الكتكوت البرئ , محمد اخويا الكبير "جراح مسالك حاليا" كان دايما يقولى واحنا صغيرين, يا احمد انتا غلبان وفرفور قوى عامل زى الكتكوت وأنى لازم اخربش شويه,, اما بقى انا فكنت تملى معجب بمحمد اللى هو اكبر منى بسنتين اتنين بس رغم كده كان هوا مثلى الاعلى والقدوه وكنت بحبه قوى و على طول منبهر بيه و بشخصيته و تفكيره وقتها مع انى انا ساعتها كان عندى سبع سنين و هوا تسعه ,

و بالرغم من ان الحاجات اللى هوا كان بيعملها وقتها كانت يمكن تبان طبيعيه بالنسبه لاى طفل فى السن ده . يعنى انه يتشاقى وكده ,, بس محمد كان دايما بيعجبنى قوى فيه جرأته و انه كان عنيد قوى فى السن ده,, بس عنده ده كان ساعات بيودينا احنا الاتنين فى داهيه , وعشان كده كان بيبان فى نظرى دايما عشان جراته انه قائد او زعيم روحى,, بس رغم كده كنت بستغرب جدا لما الاقى المدرسين و ناظر المدرسه بيعاملوه كأنه شخص عادى ومجرد حرفوش لا يختلف عن بقيت الحرافيش فى شئ,
بس عمرى ما اتجرأت و سألته هل انتا زعيم حيقى زى ما أنا فاكرك ولا انتا

حرفوش عادى و مافيكش اى ميزه يعنى,,
مره واحنا راجعين من المدرسه و كان فى الشتا و كان الوقت متاخر , واذا بمحمد يقترح على انه خلاص زهق من الطريق بتاع كل يوم واللى امى كانت موصيانا اننا لازم نمشى منه على طول وعالرصيف و لستة التوصيات اياها.
المهم محمد خدنى من شوارع عجيبه و اماكن عمرى ما شفتها, واذا بنا فى شارع مفيهوش صريخ ابن يومين و قلته ما بلاش الشارع ده يا محمد , بص لى كده نظرة استنكار وقاللى بسخرية اسكت يا كتكوت اسكت,, وفعلا ماكنش قدام الكتكوت غير انه يسكت

,,
وفجأه نلاقى حوالى اربع عيال برغم من انهم كانو فى نفس سننا تقريبا,, لكنهم كانوا من اطفال الشوارع المشردين,, مشردين مشردين مش اى كلام,, نفسى افهم واد زى ده بيشرب سجاير بامارة ايه, دى السجاره الواحده اطول من رئته يعنى لو خد نفس عميق ممكن الدخان يوصل للمعده او الامعاء و يخرج من اماكن مش ظريفه والبرنس يبقى منظره زباله قدام اصدقائه المشردين
المهم طبعا العيال دول لو قعدوا يحلموا و يتمنوا ماكنش يخطر على بالهم انهم يلاقوا فريسه بالسهوله دى : كتكوت و حرفوش ,,

عظمه

" انتا يا لا انتا و هوا .. الشنط على الارض و كمان الفلوس اللى معاكو"
قال احد المشردين يبدو من هيئته ووقفته انه الزعيم

فلم يلبث محمد الشجيع ان قال " ولا" !!!! هاهاهاه ه, يلا يا بابا انتا و هوا عشان متندموش


واذا بالكتكوت لا يلفظ ببنت شفه والخوف يملأ عينيه

.
واذا بالزعيم يقول "نندم" ,

ولم يفكر لحظه فى اصدار الامر للحوش اصحابه انهم يروقونا واذا به ايضا وشخصيا يشترك فى ترويقنا
وهنا كان لابد ان ابدى رأى واتدخل, قلته يلا يا محمد نرمى الشنط ونجرى وهما عمرهم ما هيجيبونا , انا وانتا سراع,

قالى استنى يا احمد وخليك راجل وانا عايز حد يقرب مننا, وللاسف استنيت,

و الظاهر انه الكلمه دى استفذتهم قوى واذا بهم يرنونا علقه بالشفى, العيال كانو بيضربوا بغل وبالذات محمد ,, اتطحن بمعنى الكلمه عشان هوا "أرن" كلمه عرفت بعد كده لما كبرت وعينى فتحت انها جايه من " متأرنن" معناها شايف نفسه, وكلها كام دقيقه و كنت انا ومحمد جثث هامده على الارض من غير الفلوس ولا الشنط.
المشكله الاكبر كانت فى العلقه التانيه اللى كنت ناعى هم انى امى هتديها لنا عشان مسمعناش الكلام ومشينا من طريق تانى,
المهم لما روحنا البيت كنا متشلفطين و متبهدلين بما فيه الكفايه عشان نصعب على أمى و متعاقبناش, هى بس قالت لمحمد كده يا محمد و انا اللى كنت فاكراك كبير و هتخلى بالك من اخوك احمد

كل ده مش مهم انا اللى مزعلنى قوى دلوقتى انه محمد ده زمان كان بنى ادم جميل قوى و كان عنده شخصيه قويه فى السن الصغير قوى ده وكان بيفكر و يتحدى اى حاجه, و كان زمان صاحبى قوى و قريب منى قوى,, لكن دلوقتى يا خساره مش عارف ايه اللى حصل له, بقى متردد فى كل حاجه و خايف و حزين على طول, يا خساره قوىىىىىىىىىىىى.